مدينة بومبى الايطالية:
يبحث الكثير عن قصة مدينة بومبى الايطالية الهالكة لما لها من عظه وعبرة وكانها تعيد لنا ما ذكره الله تعالى عن قوم لوط
فهم لم يكونوا آخر الامم الفاسدة ، ولعل أقربهم وجعلهم الله عبرة وآية كانوا أهل قرية “بومبي” المدينة الشهيرة الايطالية والتى كان يبلغ عدد سكانها 20 الف نسمة ، وهي أحد المدن الإيطالية الواقعه على البحر المتوسط بالقرب من مدينة نيبلس الإيطالية ، وكانت عامرة أيام حكم الإمبراطور نيرون ، والتي مازالت تخضع لعمليات ترميم لتكشف عن الكثير من الأسرار الإنسانية والمعمارية الخاصة بالمدينة الايطاليه.
اين تقع مدينة بومبى؟
بومبي هي مدينة رومانية كان يعيش فيها حوالي عشرون ألف نسمة ، واليوم لم يبق من المدينة إلا اثارها القديمة
التاريخية الهالكة وتقع المدينة بالتحديد على سفح جبل بركان فيزوف الذي يرتفع 1200 متراً فوق سطح البحر ،
بالقرب من خليج نابولي في دولة إيطاليا.
تاريخ مدينة بومبى الايطالية:
مدينة بومبي كانت تتبع الحكم الروماني على عهد الحاكم الروماني نيرون ، الذي قيل عنه انه احرق روما عن بكره ابيها ،
بومبى كانت مدينة عامرة أيام حكم الإمبراطور الروماني نيرون.
دمرت بومبي هي ومدينة اخرى بالقرب منها تسمى هيركولانيوم في يوم الرابع والعشرون من اغسطس عام 79
بعد ان ثار بركان غير طبيعى وظلت المدينة في طى النسيان حتى القرن الثامن عشر عندما تم اكتشاف اثار مدينة بومبي.
وعثر على مناطق بها جثث متحجرة حيث انتشر غبار بركانى اسمنتي طبيعي محل الخلايا الحية الرطبة
وشكل أشكال البشر والحيوانات عندما قضى عليها الموت متأثرة بالهواء الكبريتي السام جداً.
بومبى مدينه كان يقنطها الاثرياء وكانوا يعيشون عيشة رغدة لا مثيل لها فكان بالمدينة شبكة مياه داخل البيوت
وحمامات عامة وشوارع مرصوفة بالحجارة وكان بها ميناء بحري متطور وكان بها مسارح وأسواق
وأظهرت آثارهم اهتمامهم بالفنون والنقوش القيمه التاريخية المميزة وان اختلفنا جذرياً مع ما فعلوه.
مدينة بومبى مدينة الزنا:
اشتهرت مدينة بومبى بأسم مدينة الزنا الإيطالية التي اختفت في ظروف غامضة ربانيه.
بومبي مدينة الفاحشة التي أهلكها الله وجعلها آية لا تنسى لمن يعصى الله ويتظاهر بالفواحش وقد اطلق عليها مدينة الزنا
لان المدينة اشتهرت بالانغماس في الشهوات واللذات المحرمة ، فقد احتويت على الكثير من بيوت الدعارة
والنشاطات الجنسية الغريبة الشادة الفاحشة التى لا يقبلها انسان حر.
والمدينة الأثرية التي تم اكتشافها في القرن الثامن عشر من قبل أحد المهندسين خلال عمله في حفر قناة بالمنطقة الايطاليه
تحتوى المدينة على كثير من الأسرار والخبايا التي ما لا زالت حتى اليوم لغزاً ، رغم العديد من الأبحاث التي أجريت عليها من قبل المختصين.
قصة هلاك مدينة بومبى:
قبل ان يتم تديمر مدينة الزنا الفاحش ظهرت علامات ان الابادة قادمة ولكن أهمل قاطنى المدينه ذو الحكم الروماني
العلامات الدالة على قرب الانفجار
والهلاك وتمادوا بالفاحشة دون توقف ولكنهم استمروا فى الرذيلة والبغاء والشذوذ اكثروكان ذلك غير محرم
بالنسبة لسكان تلك المدينة المشئومة ، ووصل الحال لاهل المدينة لاستغلال فنهم فى رسم أوضاع
جنسية خارجة فى لوحاتهم بل وتعدى بهم الأمر إلى صنع بعض المنحوتات التى تشهد على ممارسة الشذوذ حتى مع الحيوانات
بل والاقذر من ذلك أنهم لم يكونوا يستحون من أفعالهم المحرمة والشاذة تلك فيمارسونها بكل أريحية فى شوارع المدينه
وفى بيوتهم وأمام أطفالهم بصورة صارخة فجه لا يقبلها عقل.
ولم يهتموا بالهزات الارضية الخفيفة وحتى بعد ان اشتدت الهزات الارضية بشدة لم يمنحوها اى اهتمام
واستمروا فى الفاحشة فبدأ بعدها انتشار السحب البيضاء التي تتكون فوق فوهة البركان
واستمر السكان فى التلاهى ثم بدأ الزلزال بقوة
وبجانب بداية اندلاع البركان ، وبدا الامبراطور الروماني نيرون فى دعوة اهالى المدينة بترك المدينة
بعد ان رأى البركان يزداد بكثرة.
كانت هناك عدة علامات على ثوران البركان قبل الانفجار بأيام حدثت عدة هزات أرضية جفت بعدها الآبار
وتوقفت العيون المائية ، وصارت الكلاب تنبح نباحا حزينا فيما صمتت الطيور وكأنها بداية النهاية للمدينه الزانيه.
بدأ البركان بالثوران ظهيرة الرابع والعشرون من أغسطس عام 79 محدثاً سحباً متصاعدة
غطت الشمس وحولت النهار إلى ظلام دامس وحاول سكان المدينة الفرار بعضهم عن طريق البحر واخرون إلى بيوتهم ظناً منهم ان البيوت ستكون كافية لتوفير الحماية لهم ولكن لا حمايه من غضب الله.
وكان ذلك اليوم موعداً لعيد آله النار عند الرومان، ووصف شاهد العيان الوحيد ”بليني الصغير“
المشهد قائلا إن السحب كانت متصاعدة والبركان كان يقذف نيران هائلة ، وتساقط رماد سميك وهزات مصاحبة
وارتفاع لمستوى سطح البحر أو مايعرف اليوم بتسونامي ،
وتحول النهار إلى ليل دامس في المدينة فلا لحظات قليلة لا تعد ولا تذكر.
والغريب في المدينة ليس فقط اندثارها لمدة تصل 1600عام بل الشكل الذي ظهر به أهل المدينة نفسها بعد تلك المدة ،
حيث حافظوا على نفس هيئاتهم وأشكالهم التي كانوا عليها قبل انفجار البركان ،
حتى أن علماء الآثار اشاروا إلى أن 80 جثة تمت دراستها ، لم تظهر على أي منها أي علامة للتأهب لحماية نفسها
أو حتى الفرار من الفاجعه ، ولم يبد أحدها أي ردة فعل ولو بسيطة ، والأرجح أنهم ماتوا بسرعة شديدة
دون أي فرصة للتصرف ، وكل هذا حدث في ثواني معدودة لا تذكر.
مدينة بومبى السياحية:
لوقت طويل كانت القرية الفاحشة الزانيه فى طى النسيان ، حتى القرن الثامن عشر وفى عام 1748 ،
وأثناء القيام بحفر إحدى القنوات بدولة ايطاليا ،
تم اكتشاف أطلال المدينة وجثث ساكنيها المتحجرة وماتبقى من لوحاتهم وتماثيلهم المشينة
لتظل شاهداً على بغيهم وتحديهم للطبيعة والقوانين الالهية على مر العصور والاديان.
وحديثاً قد أصبحت المدينة مزاراً سياحياً ، تظل بعض مناطق بومبى بها محظور دخولها لمن هم أقل من 18 عاماً بالطبع
ويعود ذلك إلى الرسومات والمنحوتات الإباحية المنتشرة فى المدينة ، لاسيما بالأماكن التى كانت تعرض تلك خدمات الزنا
للزبائن من العامة والزائرين.
وقد لفتت مدينة بومبيى أنظار العديد من الشخصيات التاريخية من محبى الاطلاع على التاريخ القديم والاثار
ولعل ابرز شخصية زراتها وصنعت الفارق هو الملك فرانسيس الأول مع زوجته وابنته عام 1819 م
وقد امر حينها بجمع هذه الرسومات والمنحوتات الجنسية الفجة ووضعها في غرفة مغلقة ومنعها عن العامة
لخدشها الحياء العام بشكل صارخ ولم تفتح هذه الغرفة لسنوات وسنوات حتى تم اعادة افتتاحها فى عام 2006 م.